الإعارة الذاتية

المقدمة :

أن تضخم المعلومات وتعدد أشكال أوعيتها في السنوات الأخيرة أدى إلى زيادة في العمل بكافة أشكال المكتبات  وخاصة المكتبة ذات الحجم الكبير تضاعفت جهود ها حيث أصبح هناك العديد من الأنشطة والوظائف ولعل من أهم تلك الوظائف تنشيط استخدام  مقتنيات المكتبة وإتاحتها لأكبر عدد من المستفيدين .

وتعد الإعارة إحدى هذه الأنشطة المهمة لإتاحة مجال استخدام مصادر المعلومات من قبل المستفيدين حيث أنها تشكل مؤشرا مهماً لقياس فعالية الخدمات التي تقدمها المكتبة للمستفيدين  سواء كانت باستخدام الوسائل تقليديه او التقنية .

ففي القرن الرابع عشر كانت الكتب في مكتبة جامعة السوربون  تعار داخلياً  فقط  , كما كان على المستفيدين باستثناء المدرسين والطلاب بإيداع مبلغ مادي مقابل الكتب المستعارة   , وفي القرن الثامن عشر تم إنشاء مكتبات الاشتراكات بمبادرة من قبل تجار الكتب والذين يعتبرون هم أول من قدم خدمة الإعارة لجمهور الناس , وفي القرن العشرين ظهر في البلاد المتقدمة مبدأ ” المشاركة في المصادر ”  الهدف منها التعاون بين المكتبات للاستفادة من مصادر المعلومات وإتاحتها للمستفيدين  بأقل وقت وجهد وتكون خاصة في المكتبات الواقعة في إطار جغرافي معين   (1). وفي العصر الحديث أصبحت خدمة الإعارة من أهم نشاطات المكتبة مع ظهور المكتبات العامة بدأت المكتبات بإعارة مقتنياتها مجاناً  حيث ازداد عدد المستعيرين بنسبة ملحوظة يوما بعد يوم (2).

أدى التقادم السريع والهائل في مجال تقنيات المعلومات ولاتصالات اثر كبيراً في تغيير أنماط خدمة الإعارة التقليدية إلى العديد من أنماط الحديثة التقنية التي تواكب تطورات وإشكال مصادر المعلومات ونوع الخدمات المقدمة إلى للمستفيدين وسبل وصولهم إلى المعلومات والتي سوف نتناول احدهن في هذا البحث وهي نظام الخدمة الذاتية للمكتبات التي تطبيق نظام تحديد الهوية باستخدام موجات الراديو: ((RFID  والتي تمكن زوار المكتبة باستعارة مصادر المعلومات بشكل ذاتي ومباشر من دون الحاجة  لتدخل أي موظف من موظفي قسم الإعارة في المكتبة , حيث أن كل مستفيد يقوم بإتمام إجراءات الإعارة بنفسه مما يخفف علية وقت الانتظار وسرعة انجاز مهامه ,حيث أن عملية إشراك المستفيدين في عملية الإعارة الذاتية تعد من عوامل جذبهم  إحساسهم بالمسؤولية والتي أدت إلى زيادة  معدلات الارتياد والاستعارة  من المكتبة   (3).

 

RFID  هي تكنولوجيا وتقنية حديثة أصبحت مشهورة الاستخدام في ضمن نطاق المكتبات في السنوات الأخيرة  ,وقد بدأت المكتبات باستخدام نظام تحديد الهوية باستخدام موجات الراديو: RFID لتحل محل نظم الأشرطة الممغنطة الباركود Barcode في نهاية عام 1990م . وقد طبقت العديد من المكتبات في العالم نظام RFID  ومازالت تدرس إمكانية تطبيقه في المكتبات  (4).

 

أهميتها :

1. تشجيع المكتبات لاستخدام نمط من أنماط تكنولوجيا الحديثة نظام RFID (6).
2. تعتبر عنصرا أساسياً من عناصر الخدمة المكتبية (5).
3. نشر الوعي الثقافي بين الجماهير (5).
4. مساعدة القارئ الذي لا يستطيع شراء كل ما يصدر أو يرغب قرأته (5).
5. توفير للكادر البشري .
6. المساهمة في توطيد العلاقة بين الرواد والمكتبة (5) .
7. إحساس المستفيدين بالمسؤولية تجاه هذه المصادر والحفاظ عليه .
8. الحفاظ على خصوصيات وبيانات المستفيد .
9. اكتشاف المزايا وتنميتها والتغلب على عيوب نظام RFID (6).

 

ماهية أنظمة التعرف بترددات الراديو RFID :

هناك العديد من المصادر التي اهتمت بتوضيح ماهية أنظمة التعرف بترددات الراديو RFID

والتي سوف نقوم بعرضها كالأتي :

• ” ذكرت دورية (آر.إف.آي.دي جورنال-RFID Journal on-line) على الإنترنت (وهي واحدة من أشهر الدوريات المتخصصة في دراسة تكنولوجيا RFIDعلى مستوي العالم) تعريفاً محدداً لتكنولوجيا RFIDبأنها: اختصار للمصطلح الأجنبي Radio Frequency Identification وهي تعبير عام للتقنيات التي تستعمل موجات الراديو اللاسلكية radio waves للتعرف الآلي Automatic Identifyأو لتتبع tracing الكيانات والأوعيةobject  المختلفة آلياً، وهناك عدة طرق لتمييز الكيانات التي تستعمل تكنولوجيا RFID لكن الأكثر شيوعاً أن يخزن رقم مسلسل ليميز الوعاء وربما معلومات أخرى على شريحة chip ملحق بها هوائي antenna بحيث يـُمكن هذا الهوائي الشريحة من إرسال هذه المعلومات إلى الجهاز القارئRFID Reader  والذي يقوم بدوره بتحويل convert موجات الراديوRadio waves القادمة إلى من الشريحة إلى بيانات رقمية digital information   يستطيع الحاسب الآلي التعرف عليها ومعالجتها “. (7)
• ويعرفها هانت دانيال (8)” بأنها تكنولوجيا تعتمد على الاتصال اللاسلكي يتم استخدامها للتعرف على الأشخاص والكيانات objectsالمختلفة التي تشتمل على تيجان RFIDعن طريق موجات الراديو والاتصال اللاسلكي، وقد تم الاعتماد على هذه التكنولوجيا في العديد من القطاعات فى جميع مناحي الحياة، ويضيف “دانيال” أنه فى الخمسين سنة الأخيرة قد تم بيع قرابة 1.5 بليون تاج في جميع أنحاء العالم ، وقد قـُدر حجم مبيعات التيجان فى عام 2007 فقط بـ 1 بليون تاج ومن المتوقع أن يبلغ عدد التيجان المـُباعة فى 2015 1 تريليون تاج ، وهناك مؤشرات وتنبؤات أخري تتنبأ بأن هذه الأنظمة ستنتشر بشكل واسع جدا فى المستقبل تماماً مثل أنظمة الباركود”.
• “وينظر مارتن بالمر إلى ما بعد هذه الأنظمة ويذكر أنها ليست نهاية المطاف بالنسبة للتطورات التكنولوجية في هذا الصدد، فالتطورات المستقبلية لهذه الأنظمة لا يمكن التبوء بها من الآن ؛ لذلك يجب على كل مسئول ومتخذ قرار في المكتبة أن يتحري الدقة ويدرس التطورات المستقبلية المتوقعة لهذه التكنولوجي قبل تطبيقها في مكتبته لكي لا يضطر في وقت من الأوقات إلى إعادة بناء مكتبته أو تعديلها نتيجة ظهور أنظمة حديثة في المستقبل تتفوق على الأنظمة الحالية ، فعلي سبيل المثال يجب إختيار واستخدام معايير موحدة متفق عليها عالمياً عند تطبيق أنظمة RFIDفي المكتبة مما يوفر إمكانية الترابط والتوافق مع المكتبات والموردين في المستقبل” (9).
• “ويُضيف – بالمر- أن كل نظام RFIDيتكون من مجموعة من المكونات أهمها ما يُعرف بالتيجان-RFID Tagsوهي عبارة عن شريحة صغيرة الحجمchip  (تُـقدر بحجم حبة الأرز أو أقل) مُحاطة بهوائي antenna مُصنع من الألمونيوم أو النحاس مُثبتين على رقاقة مُصنعة من الورق المقوي أو البلاستيكpackage  لكي يتم تثبيتها على الأوعية المختلفة، هذه التيجان تحمل معلومات عن الوعاء وتعمل على التواصل مع أجهزة القراءة RFID Reader حيث يتلقي الجهاز القارىء هذه المعلومات من التيجان من خلال موجات الراديو ويرسلها إلى قاعدة البيانات بالمكتبة “(9).

 

متطلبات تكوين نظام RFID (10) :

• بوابة الأمن التي يتم تركيبها في مداخل المكتبة، وتنوع أشكالها بحسب احتياجات المكتبة.
• وسيماتRFID، والتي تتوفر بأنواع تتناسب مع الكتب، والمجلات، والمواد السمع بصرية.
• جهاز برمجة وسيمات RFID.

 

 نظم الحماية RFID (11):

يتم ترميز المعلومات على وسيمة مخصصة، تدعم تقنية RFID، والتي تحتوي على شريحة تخزين معلوماتية، وهوائي للبث. ويتم إلصاق هذه الشريحة على مواد المكتبة المختلفة. عند الإعارة تقوم المكتبة بإطفاء مؤشر الأمن الموجود في الشريحة ليتمكن المستعير من المرور عبر البوابة دون صدور إنذار. وفي حال خروج الوعاء دون المرور على موظف المكتبة المسئول وبالتالي عدم إطفاء مؤشر الأمن؛ فإن البوابة تصدر صفيرا للإنذار بمرور وعاء غير مصرح فيه. إن قدرات أمن هذه التقنية حقيقية، لكن عدداً من العوائق يمكن أن يؤثر على قدرة الوسيمة على الاستجابة لجهاز القارئ مثل بعض أنواع المعادن .

 

المكونات الواجب توافرها لتشغيل نظام RFID شامل (11):

• تيجان RFID والتي يتم برمجتها إلكترونيا بمعلومات متفردة.
• -هوائي أو جهاز استشعار لقراءة التيجان.
• خادم لتلقي أو فك شفرة المعلومات وللاتصال مع نظام المكتبة الآلي.
• شريحة دقيقة microchip وتحتوي على معلومات عن الوعاء الذي ستلحق به.
• هوائي antenna وظيفته نقل المعلومات إلى جهاز القارئ باستخدام موجات الراديو الترددية.
• حافظة package تغلف كل من الشريحة والهوائي حيث يمكن لصق أو تثبيت التاج على الوعاء المادي.

 

تأثير التقنية على الخدمة (12):

تعد خدمات الإعارة الذاتية من أحدث ما توصلت أليه أنظمة وتقنيات المكتبات الحديثة، حيث تمكن المستفيدين من استعارة الأوعية المسموح باستعارتها بشكل ذاتي ومباشر، حيث يقوم هذا النظام بإدارة عمليات الإعارة من جهة، ومن جهة أخرى يقوم المستعير بنفسه بإتمام عملية الإعارة بدلا من موظف الإعارة، ويتكون هذا النظام من وحدة متكاملة تتضمن جهاز وبرنامج الإعارة الذاتية وطابعة للإيصالات حيث يتميز هذا الجهاز بخاصية قراءة معلومات الوعاء من الرقاقة الإلكترونية المثبتة في الكتاب والتي تم تخزين كل بيانات الوعاء عليها، ، حيث أن هذه الرقاقة تدعم خاصية التردد اللاسلكي،  والجدير بالذكر بأن هذا النظام مدعوم من قبل الأنظمة الآلية المستخدمة لإدارة المكتبات مثل نظام الهورايزن المستخدم في مكتبة الكلية، وبالتالي هناك مميزات لإدخال هذه الخدمة إلى مكتبة الكلية تتمثل في :

-أن عبأ العمل الموكل على عاتق موظفي الإعارة يتم توزيعه على المستعيرين بشكل مباشر، حيث يقوم كل منهم بإتمام إجراءات الإعارة لنفسه بنفسه.

-تسهيل إجراءات الإعارة وتخفيف وقت الانتظار على المستفيدين، الأمر الذي يشعرهم بالراحة والرضا لسرعة أنجاز العملية من جهة، ومن جهة أخرى بالخصوصية التامة بالنسبة لطبيعة الأوعية التي قاموا باستعارتها.

-الاستفادة من وقت موظفي الإعارة في أتمام مهام أخرى في أقسام أخرى.

 

التطورات الحديثة التي أحدثتها نظم RFID(13) :

ليس هناك شك في أنه على مدى العقد القادم، سوف تصبح نظم RFID جزءاً لا يتجزأ من خبرات الأعمال التجارية والمستهلكين، يضاف إلى ذلك التقارب بين التقنيات اللاسلكية من قبل أنظمة RFID. وسوف يكون الدافع وراء تطوير الـ “آر.إف.آي.دي” الكامن passive RFID كجزء من هذه المنصة وسوف يكون قادراً على قياس الأعداد المتزايدة من هذه التقنية في العالم المادي ومن الصعب أن نتصور الأشياء المادية اليومية دون RFID.

 

تأثير دخول نظام RFID للمكتبات (14):

مع تاريخ يمتد أكثر من 40 عاما استطاعت 3M™ RFID وضع أنظمة امن وحماية المكتبات ، تتميز 3M بمعرفة وفهم البيئة والسلوكيات التي تحكم سير العمل في المكتبات كما أن نظام الخدمة الذاتية من 3M (3M SelfCheck™) يعمل على الحد من طوابير الإعارة والإرجاع وتمديد ساعات العمل. من خلال توفر أدوات إبداعية وفعالة لضمان استهلاك وقت أقل من قبل موظفي المكتبات في القيام بالأعمال الروتينية وقضاء وقت أكبر مع العملاء .

 

المراجع:

 

1. الحزيمي , سعود بن عبدالله . خدمات الاعارة بالمكتبة الحديثة . _ط2._ الرياض : مكتبة الملك فهد الوطنية , 1422هـ/ 2002م , ص 158 .
2. World Encycolopedia of Library and information Sinces , 3 rd ._ Chicago, I11. : ALA , 1993, pp.201-202.
3. http://naseej.com/Solutions/RFID-Security-Self-Services/Library-Patrons-Self-services-Solutions?lang=ar-SA
4. Ayre, Lari Bowen.RFID and Libraries.www.google.com.sa/search (27 Nov 2016)
5. حسن , سعيد احمد .مائة سؤال عن خدمة الإعارة في المكتبات .عمان : مطبعة الخالد ,1983م ,ص111 .
6. محمد,علي عبد المحسن .استخدام موجات الراديو RFID , جامعة المنوفية , 2014م ,ص1-2 .
7. RFID Journal (on line). Accessed on: : http://www.rfidjournal.com/faq/16/49,: Available at:27 Nov 2016  .
8. Hunt, V. Daniel.- RFID : a guide to Radio Frequency Identification / V. Daniel Hunt, Albert Puglia, Mike Puglia.- London : John Wiley & Sons, Inc., 2007.
9. Palmer, Martin. Making the most of RFID in libraries / Martin Palmer .- London :  Facet publishing, 2009
10. العلوي ,ياسر.أثر تكنولوجيا المعلومات على خدمات المعلومات المقدمة بمكتبة كلية العلوم التطبيقية بعبري،مدونة مكتبة العلوم التطبيقية،2012م
11. حايك ,هيام. أنظمة امن وحماية المكتبات،مكتبة جامعة الملك سعود،2013م،ص 93